أ . عالية فريد >> أخبار و مقالات


الأمير نايف: خوارج اليوم امتداد لخوارج الأمس واستقرار الأمة يعتمد على سلامة الفكر

23 مارس 2010 - جريدة الوطن

الأمير نايف: خوارج اليوم امتداد لخوارج الأمس واستقرار الأمة يعتمد على سلامة الفكر 
المملكة أجرت دراسات متعمقة في قضايا الأمن الفكري من منطلق منهج الوقاية والتحصين
 

تونس: واس
 
أكد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز أن المسؤولية الأمنية، وإن كانت واجبا ملزما لأجهزة الأمن، فإن نجاحها مسؤولية مشتركة “فالكل مستفيد من استتباب الأمن، والكل أيضا متضرر بغيابه أو ضعفه”.
وقال الأمير نايف في كلمة بمناسبة بدء أعمال الدورة الـ27 لمجلس وزراء الداخلية العرب برعاية الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في تونس أمس، إن ما تحقق من إنجازات على صعيد العمل الأمني “في دولنا العربية وما تم تنفيذه في سبيل بلوغ ذلك من خطط واستراتيجيات عربية شملت الوقاية من الجريمة ومكافحة الإرهاب والسلامة المرورية والحماية المدنية ومكافحة المخدرات والرقابة المالية والتوعية الأمنية، تستحق التقدير ليس على المستوى الرسمي فقط ولكن حتى على المستوى الشعبي لأمتنا العربية التي تنشد الأمن والاستقرار في حياتها، إلا أن طموحاتنا كبيرة وجهودنا متواصلة لتحقيق توجيهات قادة دولنا وتطلعات شعوبنا العربية”.
وأضاف أن استقامة سلوك الفرد وانتظام استقرار الأمة وتطورها، يعتمد في الأساس على سلامة الفكر وعقلانية الاتجاه، ولذلك كان الانحراف الفكري من أهم المشكلات الفكرية والأمنية التي تعاني منها أمتنا عبر تاريخها الطويل وفي واقعها المعاصر.
وأوضح أن “خوارج اليوم هم امتداد لخوارج الأمس الذين قال عنهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان ، سفهاء الأحلام. أي أنهم جمعوا مع حداثة السن، سفاهة العقل وضحالة التفكير، وهو ما يؤكده فعل بعض من انحرف عن الجادة من أفراد مجتمعاتنا المسلمة والعربية، وخرجوا على إجماع أمتهم وولاة أمرهم، وكفروا المجتمعات المسلمة حكاما ومحكومين، واستحلوا الدماء والأموال المعصومة وفتحوا جبهات على الأمة المسلمة تضعف قدراتها وتعين أعدائها عليها”.
وتابع أن ذلك “استوجب أن تهتم المؤسسات الأمنية والتعليمية في السعودية بإجراء دراسات متعمقة وأبحاث متخصصة في قضايا الأمن الفكري من منطلق منهج الوقاية ونهج التحصين ضد الفكر المنحرف الذي يهدد المجتمع وسلامته واستقراره، وهو جهد أثمر في محصلة نتائجه إلى تقديم مشروع استراتيجية عربية للأمن الفكري نسعد بطرحها ضمن أعمال الدورة الـ27 لمجلسكم الموقر بأمل أن تكون منطلقا لرؤية أمنية عربية شاملة تسهم في تعزيز الجهود الرامية إلى بناء حصانة فكرية لدى الفرد والأمة ضد المؤثرات الفكرية المنحرفة المهددة لأمننا العربي المشترك”.
وأشار إلى أن هذا اللقاء السنوي يؤكد في أعماله وقراراته ما للأمن العربي من أهمية، تحفظ الإنسان حاله وماله وعرضه وبما يحقق استقرار حاضره وأمان وتطور مستقبله”.
واختتم الأمير نايف كلمته قائلا “أتمنى أن يحقق اجتماعكم توجيهات قادتنا وتطلعات شعوبنا العربية، وأن يسهم ما تتوصلون إليه من قرارات وتوصيات في تحقيق تلك الغايات السامية”.
وفي مستهل الجلسة الافتتاحية لاجتماعات الدورة الحالية تلا وزير الداخلية والتنمية المحلية التونسي رفيق بالحاج قاسم كلمة الرئيس زين العابدين بن علي التي وجهها للاجتماع. وقد توجه في كلمته بالتنويه للرعاية الكريمة التي يوليها الأمير نايف لمجلس وزراء الداخلية العرب بحكمة واقتدار. وأكد أن ما يشهده العالم اليوم من تحولات متسارعة في مختلف القطاعات والمجالات يحتم العمل الدؤوب من أجل مواكبة هذه المتغيرات وإدراك أبعادها ورفع تحدياتها بما يقتضيه ذلك من التحلي بصدق العزيمة وروح المبادرة والسعي إلى إشاعة قيم التآزر والتكافل وتوحيد الكلمة في إطار ما يربط الدول العربية من وشائج قربى وأواصر أخوة وما يجمعها من تطلعات وطموحات مشتركة.
وتحدث عن حرص بلاده على مواصلة السير في هذا النهج القويم والمثابرة باستمرار على أن تبقى عنصرا فاعلا في ترسيخ دعائم العمل الأمني العربي المشترك وأن تسهم من موقعها في الحفاظ على أمن الدول العربية وسيادتها ومناعتها. وأشار بن علي في كلمته إلى أن انعقاد هذه الدورة يتزامن مع اليوم العربي لحقوق الإنسان، معربا عن تقديره للجهود المحمودة التي يبذلها مجلس وزراء الداخلية العرب في مجال الاهتمام بهذا الموضوع وبعلاقته بمتطلبات الأمن والعمل الأمني.
وقال “إن حقوق الإنسان في نظرنا عنوان حضارة وضرورة أخلاقية وسياسية ومقوم أساسي من مقومات كرامة الأفراد والشعوب، ولطالما أكدنا أن هذه الحقوق كل لا يتجزأ وأن لا مجال للمفاضلة بين أصنافها وأجيالها ولا لتمييز أحدها على الآخر”. ورأى أن مجلس وزراء الداخلية العرب يمثل دائما إطارا مميزا لتدارس القضايا الأمنية ذات الاهتمام المشترك بفضل ما يوفره من فرص وآليات للتشاور والحوار. وقال “نحن واثقون بقدرة هذه المؤسسة في إطار أهدافها النبيلة وبفضل التطوير المستمر لوسائل عملها ومواكبتها للحاجيات الأمنية المستجدة”.
وجدد بن علي اعتزازه باعتماد منظمة الأمم المتحدة لمبادرته بإعلان هذا العام سنة دولية للشباب معربا عن أمله في أن تشهد الدول العربية بهذه المناسبة تظاهرات متميزة تعكس المنزلة الرفيعة لهذه الفئة. وتطرق إلى ما يتضمنه جدول أعمال الدورة بشأن مشروع خطة مرحلية سادسة لتنفيذ الاستراتيجية العربية لمكافحة الاستعمال غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية إلى جانب تقديم تقارير عن تجارب الدول العربية في هذا المجال، الأمر الذي يجسد الحرص على حماية المجتمعات العربية ووقاية الشباب من هذه الآفة وضمان سلامته من المخاطر والتيارات التي تستهدف صحته الجسمية والعقلية.
وتحدث عن اهتمام المجلس بقطاع الحماية المدنية حيث يدرس في هذه الدورة مشروع خطة مرحلية ثانية لتنفيذ الاستراتيجية العربية للحماية المدنية تقوم على أساس تقييم الخطة المرحلية الأولى وتساهم في تكثيف الجهود بالشراكة مع المنظمات والهيئات الإقليمية والدولية المتخصصة والجمعيات والمنظمات غير الحكومية ذات العلاقة من أجل الوقاية من مختلف المخاطر الطبيعية والصناعية واستباق الأحداث والتدخل السريع والناجع. وأشاد بالجهود التي تبذلها جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية دعما للأمن العربي المشترك بفضل ما تعده هذه الجامعة العتيدة من بحوث ودراسات وما تنظمه من لقاءات علمية ودورات تدريبية لتطوير الأداء الأمني والارتقاء به إلى أفضل المراتب بكافة الدول العربية. وأعرب عن ثقته في أن مساعي وجهود مجلس وزراء الداخلية العرب ستكون خير سبيل لبلوغ النتائج المرجوة لهذه الدورة وتحقيق الإضافات المتميزة التي تسهم في ترسيخ أركان الأمن العربي المشترك وتعزيز مقومات مناعة الشعوب العربية ونمائها. وتطرق إلى مبادرة المجلس إلى إنشاء نظام عصري للاتصالات بما يتضمنه من قاعدة للبيانات الجنائية وما يتيحه للأمانة العامة للمجلس وأجهزتها وللدول العربية من تبادل فوري للمعلومات باعتباره من مقومات الأداء الأمني الناجح. وأوضح أن المجلس أدرج ضمن اهتماماته في هذه الدورة مجموعة من البنود المهمة التي تخص تقييم مختلف الاستراتيجيات والخطط المرحلية ذات الصلة بالعمل الأمني وفي مقدمتها ما يتعلق بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والمخدرات وجرائم تقنية المعلومات فضلا عن الموضوعات المتصلة بالسلامة المرورية والحماية المدنية. 

http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?issueno=3456&id=140529

أضف تعليقاً