أ . عالية فريد >> مشاركات
ماذا لو … وأدوها؟!
14 أبريل 2010 - جريدة الوطن
ماذا لو … وأدوها؟!
أمل زاهد
وماذا لو سلمت الطفلة اليمنية ذات الثلاثة عشر ربيعا روحها إلى بارئها إثر نزيف داخلي بعد دخول زوج عمره ضعفي عمرها بها؟! ماذا لو رفعت عينيها البريئتين إلى السماء وهي تلفظ أنفاسها متسائلة بأي ذنب قتلت ولأي سبب وئدت؟! ماذا لو سلب منها حقها في الحياة وهي لا تزال تلثغ أولى أنفاسها وتتهجى أولى خطواتها ؟! ماذا لو تحشرجت أنفاسها وهي تلفظ الروح متلفتة ذات اليمين وذات الشمال عن يد رحيمة تنقذها وتجفف حبات عرقها ؟! ماذا لو تشوفت عيناها الحائرتان للرحيل توقا لعدالة سماوية تحفها وتزفها، بعد أن أحاط بها الظلم من كل جانب؟!
ماذا لو زفت أخرى إلى زوج محكوم عليه بالإعدام داخل أسوار السجن وقضت شهر عسلها بين القضبان والزنازين؟! وماذا لو أعطاها أبوها – مالكها وولي أمرها والأدرى بأمرها- لزميل السجن عطية ما من ورائها جزية تطييبا لخاطره وتسرية له في ما تبقى له من الأيام؟! وماذا لو نفذ حكم الإعدام في زوجها وجنين لا حول له ولا قوة يتحرك في أحشائها؟! وماذا لو ترملت وحملت على عاتقها طفلا بريئا لا تعرف كيف تعوله وهي بعد غضة العود؟! ماذا لو تاهت بها قدماها فلم تعرف أين توجههما وإلى أي طريق ينحرفان بها؟! ماذا لو كانت فعلا موافقة على زواج لا تعرف مآلاته ولا نتائجه، سكب فيه ولي أمرها -الذي هو أدرى بأمرها -شهد الحديث وبركات رضى الوالد التي ستصاحبها طوال عمرها لتوافق عليه؟!
ماذا لو سحبت والدة طفلة القصيم دعواها ضد الأب الذي باعها لصديقه الثمانييني؟ ماذا لو اتخذت الطفلة ورقة مساومة تنهي بها الأم كافة مشاكلها المعلقة مع طليقها ؟! ماذا لو فجرت الطفلة قنبلة في المحكمة تقول فيها إنها رضيت بالزواج بالثمانيني برا بوالديها وإن المأذون أخذ موافقتها قبل الزواج؟! وماذا لو قبل القاضي كلام طفلة لاتعي معنى الاستئذان ولا تفهم طبيعة الزواج ، ولا تدرك معنى وجوب بر الوالدين بابنتهما ليستحقا برها؟! ماذا لو شبت عن الطوق وقصت ضفائرها لتجد إلى جانبها زوجا لا يستطيع إشباع حاجتها العاطفية ناهيك عن الجسدية؟!
ماذا لو ولت فتاة عشرينية وجهها شطر المسجد الحرام لائذة بأمنه وأمانه ، هربا من حكم بوأدها وقتل سنين عمرها اليافعة مع زوج سيتني له زوجة وأولاد ؟! وماذا لو رفض إخوانها الذين أجبروها على الزواج استلامها، لتودع في دار الرعاية الاجتماعية؟! وماذا لو أحيلت أوراقها إلى دائرة (العرض والأخلاق) بهيئة التحقيق والادعاء العام؟! وماذا لو تدمر مستقبلها وقضي على أي بصيص أمل قد ينتشلها من سوء حظها؟!
ماذا لو تدمرت حياة زهرة يانعة أو قضي على مستقبل فتاة يافعة؟!
ماذا لو وماذا لو؟! فالأمر في عرفهم لا يعدو كونه حالات فردية، لا تستحق تجنيد الأقلام للدفاع عنها ثم تشويه صورة مجتعاتنا العربية ووصم ثقافتنا بظلم المرأة عند القاصي والداني!!
وماذا لو ؟!
أضف تعليقاً