أ . عالية فريد >> مشاركات
رؤية (حصة) لزواج القاصرات
30 أبريل 2010 - جريدة عكاظ
رؤية (حصة) لزواج القاصرات
بدر بن أحمد كريِّم
دخلت الباحثة السعودية (حصة بنت سلمان بن عبدالعزيز) على خط زواج القاصرات، وتناولته نظريا، وواقعيا، وعرضت نماذج من حالاته الراهنة، وتحدثت عن مسألة زواج النبي محمد صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة رضي الله عنها، والآراء المختلفة حول عمرها وقتئذ، ونقلت عن فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله قوله: «إن الاستدلال بقصة عائشة فيه نظر»، ورأت أنه رغم التعميم الذي أصدرته وزارة العدل السعودية إلـى المأذونين ينص على أنه: «لا يجوز تزويج الفتيات الصغيرات، لرجال أكبر منهن بكثير، يعد بمثابة حل لمشكلة أخرى، إلا أن المشكلة التي نحن بصدد الحديث عنها، في التعاقد على تزويج فتيات صغيرات في السن، وليست مشكلة الفجوة العمرية بين الفتاة والزوج»، وأعربت عن «أمل غالبية المعنيين بهذه القضية، أن تقوم الجهات المسؤولة، بسن قانون شرعي ونظامي واجب التنفيذ، مع تحديد عقوبات واضحة يتم تنفيذها على ولي الأمر، الذي يوافق على تزويج طفلته، والمأذون الذي يوثق هذا الزواج، وذلك من أجل منع زواج الفتيات الصغيرات»، وطالبت بـ «بتأسيس سلطة تراقب حالات الخطبة والزواج»، واستغربت أنه «في الوقت الذي يثور فيه الجدل، حول ضرورة أن يكون الحد الأدنى لسن الزواج في السعودية (16) أو (18) عاما، تتم الموافقة على تزويج فتيات تقل أعمارهن عن (9) سنوات»، (صحيفة الحياة، 4 جمادى الأولـى 1431هـ، ص 12)، والحديث يطول عن هذا الحدث الذي قوبل بردود أفعال غاضبة، جراء تزويج بعض القاصرات بمن يكبرونهم عمرا.
في تقديري أن هذه القضية تأخذ جديتها من حجم المخاطر الراهنة والمستقبلية، المترتبة على تزويج القاصرات، وهي وثيقة الصلة بكل ما يحيط بالمجتمع السعودي، من تحديات ومخاطر جدية، وهي ــ من وجهة نظر بعض الناس ــ تدمير اجتماعي منظم، وإنهاك اجتماعي قصدي، وتعطيل لفعل التطور الأسري، ولا يمكن إدراك مخاطرها إلا عندما تتوقف مساحتها الآخذة في التوسع، ولذلك أقترح لقاء علميا، يضم كبار العلماء برئاسة سماحة المفتي العام فضيلة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ ونفر من المختصين في شؤون الأسرة، وعلم النفس، والمثقفين رجالا ونساء، لتحليل المشكلة، والوصول إلـى رؤية جماعية مشتركة، وليكن بحث «حصة بنت سلمان بن عبدالعزيز» من بين البحوث التي ينبغي مناقشتها، ودراستها، وصولا إلـى رؤية جماعية علمية مقننة عن زواج القاصرات، والخشية كل الخشية أن تذهب القضية إلـى منحى أسوأ، أتوقع ألا يحدث في مجتمع يعج بالعقلاء.
أضف تعليقاً