أ . عالية فريد >> مشاركات


المرأة وثقافة العمل التطوعي

10 مايو 2010 - محرر الموقع

المرأة وثقافة العمل التطوعي
 


علي آل ثاني * – 7 / 5 / 2010م – 2:48 ص
للمرأة أياد بيضاء كثيرة في الأعمال التطوعية الخيرية، وإن التطوع هو ما تبرع به الإنسان من ذات نفسه، قال تعالى: ﴿ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ﴾، والمتطوعون هم أشخاص نذروا أنفسهم لمساعدة الآخرين بطبعهم واختيارهم، بهدف خدمة المجتمع الذي يعيشون فيه. والتطوع كعمل خيري هو وسيلة لراحة النفس والشعور بالاعتزاز والثقة بالنفس،وديننا الإسلامي يحثنا على العمل التطوعي ويثني على من يُسَخِّر نفسه لخدمة الآخرين ورسم الابتسامة على وجوههم والأخذ بأيديهم نحو طريق الصلاح والسداد، وهو ظاهرة اجتماعية صحية تحقق الترابط والتآلف والتآخي بين أفراد المجتمع.
والعمل التطوعي من أهم الأعمال التي يجب أن نعتني بها كما دلت على ذلك النصوص الشرعية من كتاب الله وما جاء به رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وكلها تدعو إلى عمل الخير والبذل في سبيل الله سواء بالمال أو الجهد أو القول أو العمل. فكل إنسان ذكراً كان أو أنثى مطالب بعمل الخير بما يتناسب مع قدراته.
أما عن دور المرأة في العمل التطوعي فلا بد أن ألقي الضوء على هذا الدور الكبير، فللمرأة دور كبير في العمل التطوعي وهو أن تبذل شيئا من جهودها ووقتها بإرادتها في منفعة الآخرين وتقديم الخدمة لهم لهو شئ تستحق عليه الاحترام والتقدير.
وفي القطيف الكثير من النساء الذين برزوا بشكل كبير في مجال العمل التطوعي واصبحو وبشكل ملفت للجميع بأنهم يستحقوا الكثير من الدعم والتقدير والاحترام الشئ الكثير حتى اصبحوا بمجهودهم الخيري علامة بارزة في خدمة المجتمع بكافة شرائحه.
والقطيف الحبيبة بحاجة ماسة لمثل هؤلاء النسوة الذين يثرون الساحة الاجتماعية بعطائهم الا محدود وهذا يذل على الوعي الرسالي للمرأة وما يتوجب عليها نحو مجتمعها، اذ أن المفهوم التقليدي للمرأة قد بداء يتلاشى ويتقلص،ونحن نلمس الوعي الرسالي التي تقوم به المرأة هذه الايام.
إن ما تقوم به المرأة من دور كبير وبارز تستحق عليه الاحترام بل يجب ان يخصص له جائزة تسمى باسم هذا العمل وتخصص له جوائز تحفيزية وشهادات تقدير من اجل النهوض بمستوى مفهموم العمل التطوعي للمرأة ودوره الرسالي، من اجل اعطاء هذا المفهموم الرسالي الشئ الكثير لما له من اهمية كبرى في سبيل الرقي بفكر المرأة ودروها الرسالي من اجل تحقيق الهدف المنشود في كسر عزلة المرأة عن مجتمعها وتحقيق رسالتها في حدودها الشرعية الاسلامية الذي حث على اهمية المرأة ودورها في تحقيق اسمى الغايات النبيلة الذي امر بها الرسول الاكرم  من حيث تكريم المرأة ورسالتها الاسلامية.
إن الذين ينظرون الى المرأة على إن دورها الرسالي هو الجلوس في منزلها وخدمة زوجها واولادها لهو مفهوم خاطئ، ان دورها الرسالي ايضاً يتطلب منها خدمة المجتمع ان هي ارادت لنفسها ذالك من خلال رؤيتها اذا كانت تستطيع ان تجمع بين العمل اي عمل كان وخدمة زوجها وتربية اولادها بشكل ايجابي ومخطط له من قبل الطرفين.
والقطيف مقبلة على توهج وحماس منقطع النظير من المرأة في الانخراط في مجال العمل التطوعي فهناك نساء لهن ايادً بيضاء شقوا طريقهن نحو العمل التطوعي الخيري فأصبح لهن اسما بارزا وعلامة مميزة يستحقون عليها التقدير والاحترام بل التكريم ايضاً حتى اصبحن رائدات في مجال العمل التطوعي.
منهم رئيسة جمعية العطاء الدكتورة احلام القطري، والتي لها دور بارز ورائد تستحق عليها الشكر وما تقوم به من جهد في سبيل خدمة مجتمعها وهي وما تقوم به من جهد مكثف في جمعية العطاء النسائية لهو شئ بارز ولمفت للنظر.
وهناك ايضا السيدة تغريد البراهيم رئيسة القسم النسائي بجمعية القطيف الخيرية لها الشئ الكثير ولها نشاط بارز استطاعت من خلال ترئسها للقسم النسائي بالجمعية الارتقاء بالقسم الى الامام مما اعطاها تميزا واضحاً حيث لديها تطلعات كثيرة تريد بها خدمة الاهالي والاسر المحتاجة وهي بهذا الدور توصل رسالتها للجمتمع بأن للمرأة دور بارز في ترتيب الاسر المحتاجة.
وكذلك الاستاذة المحترمة رائدة العمل التطوعي في القطيف غالية المحروس التي اوصلت رسالتها الى ابعد الحدود واصبحت المرأة المتميزة في مجال رسالتها الانسانية في حث المجتمع على عمل الخير والتمسك بالقيم الاسلامية والاخلاق الكريمة ومن خلال رسالتها اصبحت علامة مميزة في هذا المجال من خلال دورتها الرسالية او من خلال المحاضرات التي تقوم بالقاء الخطب فيها.
وهذه السيدة اسماء العيد هذه الانسانة التي تعتبر همزة وصل وعلامة مميزة وانسانة لها من العطاء الشئ الكثير فهي تراها في كل محفل انها انسانة قد اعطت من وقتها الشئ الكثير ولاتجدها يوما من الايام قد تخلت عن دورها الرسالي رغم زحمة الاعمال المشاركة فيها، ورغم انها ربة بيت الا نها استطاعت ان تحجز لنفسها مكاناً في مجال العمل التطوعي ومن رواده.
وهناك السيدة عالية آل فريد ناشطة حقوقية ومهتمة بقضايا المرأة والتنمية ولها حضور في المؤتمرات الخاصة بهذا الشأن ولها دور بارز في خدمة العمل التطوعي اضافة الى نشاطها في مجال حقوق الانسان، والكثير من النساء في القطيف لا يحضرني اسمائهن وعليهن ان يسمحوا لي بذلك وهذا يدل على وعي ورقي فكر المرأة في القطيف من حيث الانخراط في مجال العمل التطوعي والإنساني النبيل.
ولأن المجتمع لا يستطيع ان يلغي وبكل الاحوال دور المرأة الرسالي الجهادي في خدمة المجتمع وخدمة الانسانية تحت مظلة القيم والمبادئ الاسلامية النبيلة وممن يهمشون دور المرأة وتقليص دورها الرسالي فهم بحق لا يعطون للمرأة حقها في نيل شرف خدمة الرسالة الاسلامية بكل اشكالها، ولديهم مغالطات في هذا وعليهم ان يسمحوا لي بذلك ويراجعوا انفسهم.
فالمرأة كما قلت ليس تحفة منزل ركنت في زواياه وعلى رب الاسرة تحريكها كيفما شاء وبالشكل الذي هو يريده، بذلك سلب منها حقها الذي يتوجب ان تقوم به ان هي ارادت ذلك ولديها القدرة وعليه تقديم كافة التسهيلات لها من اجل خدمة مجتمعها تحت قيم ومبادئ اسلامية شرعية شرعها الله لها، ولها الحق في ذلك ان هي رغبت ن تقوم به.
وهنا اقدم شكري لسماحة الشيخ حسن الصفار الذي قام مشكورا بتفريغ نفسه من اجل اعطاء المرأة حقها في دورها الرسالي التي تستحقه من خلال الاجتماع الذي عقده في منزله يوم الثلاثاء الماضي مع مجموعة من النساء والذي ركز فيه على اهمية العمل التطوعي للمرأة لأن الارتقاء بالمرأة هو الارتقاء بالأسرة والمجتمع.
وفعلا اهتم سماحته بهذا الشئ من اجل ترسيخ مفهوم العمل التطوعي للمرأة ونشر ثقافة العمل التطوعي لديها، وانها ذات رساله ليس فقط اسرية بل اجتماعية قيمة ونبيلة وانسانية واتمنى من سماحته تكرار هذه اللقائات والندوات من اجل ترسيخ مفهوم العمل التطوعي للمرأة لانها تعود على مجتمعنا بالشئ الكثير وانتشاله من الموروث الاجتماعي القديم والسائد في بعض الاسر الى الان، ومن زمن الهيمنة والتخلف الاجتماعي، الذي يشجع المرأة البقاء في البيت حفاظا على اسرتها وسمعتها.
اتمنى لجميع الاخوات مزيدا من التقدم وبذل العطاء حتى ننهض بفكرنا الى ما رتقت به الامم والشعوب المتقدمة تحت مظلة الاسلام ورسالته التي جاء بها الرسول الاكرم  ومنها نهج ائمة أهل البيت  . واعطو لنا الحق في ان المرأة رسالة في كل شيء ليس مجرد صورة نعلقها على حائط المنزل.

 

أضف تعليقاً