جاء تعيين الأستاذة نورا الفايز نائبة لوزير التربية والتعليم لشؤون البنات – خطوة جريئة من الملك عبدالله بن عبد العزيز آملة أن تتبعها خطوات لتحسين وضع المرأة السعودية بشكل عام.. فهنيئا لك أختي نورا وهنيئا لكل السعوديات متمنية أن تكون هذه المبادرة بداية لأن تأخذ المرأة دورها الحقيقي في المشاركة العامة ضمن ما منحها الإسلام من حقوق في مختلف مجالات الحياة. وما اقره النظام الأساسي للحكم

فالمرأة السعودية اليوم جديرة بالثقة والاحترام، فهي لا تتوانى عن المسؤولية فور ما تتاح لها الفرصة وتعطى زمام المبادرة فإنها تبرز قدرتها وكفاءتها لتحقق النجاح، وقد أثبتت جدارتها وتفوقها على أكثر من صعيد فاقت فيه أحيانا حتى الرجال.

وضمن مسيرة التقدم والتطور التي يشهدها العالم وتعيشها بلادنا اليوم تحت راية الإسلام هذا الدين العظيم، يجب أن ترسم هذه المسيرة نموذجا مشرفا للبشرية جمعاء حول سماحة هذا الدين وتكريمه للإنسانية وحفاظه على حرمة المسلمين وتبيان معالمه السمحة ومقاصد السامية التي تهدي العقول و تشع بها حضارة الأمم، وحيث أن الدينمو والمقياس لتقدم المجتمعات هو تقدمها في احترام الحريات واحترام مجالات حقوق الإنسان، فإن المجتمع لا يحقق التقدم والرقي بدون تفعيل دور المرأة كإنسان، وحصولها على كامل حقوقها التي ضمنها لها الإسلام.

إن مجتمعنا اليوم يتطلع إلى الوظيفة القيادية للمرأة في كل موقع ليس فقط في التعليم، بل يحتاج المرأة في الحقل السياسي كمشاركة في صنع القرار، ويحتاجها عضوة في مجلس الشورى، ورائدة للعمل في الاقتصاد بالمشاركة في التنمية المستدامة في الصناعة والتجارة، ويحتاجها في القطاع الاجتماعي والتربوي بتفعيل مؤسسات المجتمع المدني والثقافي، وفي الصحي، والسياحي، ويحتاج للمرأة في الموقع القضائي كنائبة و في وزارة العدل، ومستشارة قانونية في قاعة المحاكم، وداعية كعضوة في الجوامع الفقهية وفي هيئة كبار العلماء، وفي وزارة الداخلية والخارجية، وممثلة لبلادها كسفيرة ووزيرة ومحامية….الخ ويبقى دور المسئولين ودور المجتمع هو صيانة كرامة المرأة على ضوء ما منحه الدين من قيم وتعاليم، فالمرأة تقدمت وبنت وقادت ودعت في العهد النبوي الشريف وكانت رائدة في بقية العصور….

ولنا أمل كبير في طموح وتطلعات الإرادة السياسية فكما هنئنا أنفسنا كسعوديات بهذا المكتسب وهذا الإنجاز أكيدا سنكون أكثر مفخرة بالوطن حين تتحقق بقية الإنجازات.فتعيين نائبة لوزير التعليم خطوة رائدة، ونتطلع إلى أن تتبعها خطوات أخرى تساهم في تعزيز موقع المرأة السعودية في البناء الوطني.

وكلنا ثقة أن يكون هذا التعيين هو بداية الغيث، ونحن في انتظار المطر القادم.