آل شبر: “الزمكانية”مفهوم أدبي وظفته في التصوير
6 يناير 2001 - أ . عالية فريدجعلت موهبة الفنان الضوئي عدنان آل شبر منه محترفا تشهد له المعارض الضوئية بالاحتراف في إخراج الصورة الفوتوغرافية برؤية ثاقبة يرصد من خلالها المشهد بموضوعية تامة، فهو في بحث دائم في المواضيع الإنسانية، و علاقة الإنسان بالزمن و المحيط، بدأ صغيرا ووصل مبكراً إلى العالمية، و بكونه الرائد الأول في استخدام الزمكانية التقت معه “الوطن” في هذا الحوار:- كيف كانت بداية الانطلاق الفوتوغرافي؟
مارست هواية التصوير و عمري 12 سنه وواصلت تنمية نفسي فكنت احد الأعضاء المؤسسين لمعرض فناني القطيف ومنه برزت أعمالي عام 1417هـ، ومارست عملي كمهنة واحتراف عام 1418هـ مصور في إحدى الصحف السعودية.
– الزمكانية مصطلح أدبي قديم قمت بتوظيفه فنيا، فماذا يعني لك ولماذا استخدمته في مهنتك؟
الزمكانية بالفعل مصطلح أدبي و معناه الخروج عن المألوف، شغلتني هذه الفكرة حتى تطورت في ذهني وجعلتني اكتشف ما أضفي به على الفن الفوتوغرافي ليصبح قريبا من المشاهد في التفاعل و الواقعية و التطبيق. فاحتضنت الفكرة لأطرحها على الجمهور في العمل الضوئي المقترن بالزمان و المكان بطريقة فلسفية و منطقية، تستشرف المستقبل برؤية جمالية في الشكل و ا لمضمون.
– كيف وجدت التجربة؟
التجربة كونها الأولى على الرغم من ما حققته من نجاح، إلا أنها ما زالت بحاجة لدراسة أعمق للوصول إلى نتائج مهمة و ايجابية جديدة في العمل الفوتوغرافي، فمثلا صورة التقطها لعربة بناء قديمة أضيفت بجانبها عربة حقيقية، فاني أتلمس من خلالها الحداثة التعبيرية، القائمة على صد المعنى البصري إلى مرتبة متأخرة، نحو المفاهية في الاحتفاء بالعرضي و الهامشي و إحالته إلى موضوع فني مؤدي بتقنية إلى حد كبير بمفهوم الـ”أرت لاند” وثيق الصلة بالطبيعة، المؤكد عليها من قبله باستحضار الأصل التشخيصي المصور لمطابقة بالبنية المتصورة بكل ما يحمله الأصل من صداً واهتراء، و ما يحيل إليه من قيمة استعمالية، وهو ما يثير ذهنيا و بصريا حالة من التناغم البنيوي بين المظهر التصويري و ما يعنيه الأصل من الوجهة السيكولوجية الأمر الذي يخفف من وطأة الخدعة التشخيصية، انتصاراً للفعل الفني كإشارة، وتأكيد على أن السبب الشكلي لصورة العربة يقع خارجها، أي في دلالة أن تأتي الوحدة الاستعاربة كفكرة تجادل الشكل أو تتلبسه فبهذا أسجل المشهد و يصبح الخروج عن المألوف فتكون للصورة علاقة بالمكان و الفضاء الخارجي.
– ما سر نجاح هذه التجربة في رأيك؟
السر هو التوليف بين الخامات التي يتم بها صياغة الفكرة، و هي التي تكسب العمل قوة فنية دامجة بين الواقع و الخيال، بين المعقول واللامعقول، بين المحسوس واللامحسوس، ولا أنسى ما حييت الفنان العالمي علي المبارك فهو صاحب الفضل في تجربتي الفوتوغرافية، و الفنان خالد المقدادي في تجربتي الزمكانية.
– حصلت على المركز الثاني في مسابقة الأمير خالد الفيصل للتنشيط السياحي في أبها عام 1418هـ فماذا تعني لك هذه الجائزة؟
جائزة الأمير خالد الفيصل هي بداية انطلاقي نحو عالم الجوائز دفعتني كثيراً ورفعت همتي وضاعفت إمكانياتي نحو التقدم، فهي الجائزة الفريدة في المملكة الخاصة بالفوتوغرافيين السعوديين، لكن الملاحظ اليوم ابتعاد الكثير من الفنانين عن هذه الجائزة، ولأن صحيفة “الوطن”هي المنبر الحر الذي يوصل الحقيقة فسوف أعبر عن رأيي بكل صراحة، ففي السابق كانت القرية المفتاحة هي التي تشرف على الجائزة و تضع شروطها ضمن مقاسات معروفة و متفق عليها، فينتج الفنان و يبدع بطلاقة، أما اليوم فيطلب مقاسات الصورة 60*60 سم بينما المقاس العادي للصورة في كل أنحاء العالم لا يتجاوز 30*40سم، أو يصر علي طلب لوحة فوتوغرافية مربعة، بينما لا يمكن فمحدد الرؤية مستطيل أتمنى أن يتحسن الوضع، وأن يشجع على الجائزة لا أن ينفر منها.
– ما مشروعك الجديد و إلى ماذا تطمح؟
أستعد حاليا لإقامة معرض في قطر، وكل ما اطمح إلية أن أطرح الزمكانية الحقيقية بعد بلورة الفكرة و إزالة سلبياتها، و أرى مدى تقبلها و تفاعل المجتمعات الأخرى معها، كما أطمح لمعارض في دول أخرى إن شاء الله.