أبو ركبة :لا نرفض أي مريض بحجة عدم وجود سرير..
25 يونيو 2009 - جريدة المدينةوعميد “شريعة الإمام»: تنفيذه حرام
فاطمة مشهور -جدة
اقترح مستشفى حكومي في بادرة خطيرة و”غيرجائزة شرعا “على والد مواطن سعودي بتطبيق “القتل الرحيم” على طفله الذي يبلغ شهرين ونصف الشهر،ويعاني من تليف في الدماغ وتشنجات”مشكلة استقلابية في الدماغ، متجاوزا في ذلك القوانين والأنظمة في المملكة التي تمنع اللجوء إلى “الموت الإختياري”، في حين اعتبرالمستشار في العناية الخاصة أن هذا هو الحل الوحيد، وأن الدول المتقدمة مثل أوروبا تطبق هذا النظام متسائلا: وما الذي يمنعنا من تطبيقه وابنه لا أمل في شفائه؟
في حين رفض الأب ذلك تماما وكان يعالج في المستشفى لمدة الشهر وعشرة أيام في العناية المركزة وتم إخراجه بحجة أن حالته ميئوس منها وأنه افضل له أن يموت لديهم في منزلهم كما ذكرت له الدكتورة والاستشارية والمشرفة على حالة الطفل “على حد قوله”.
حالة الطفل لا تسمح
تم إخراج الطفل من إسبوع مع أن حالة الطفل لا تسمح بذلك وتم إخراجه إلا أن حالة الطفل تدهورت وخاصة عندما بدأت التشنجات والضيق في التنفس وقمت بإرجاعه للمستشفى مساء أمس الأول السبت وقاموا بوضعه في غرفة الطوارئ بدلا من العناية المركزة لساعة إعداد الخبر بحجة عدم وجود سرير في العناية المركزة وكانت العناية المركزة تعج بالعمال لعمل إصلاحات تكسير وعمل بويات بالقرب من الغرفة التي ينام فيها الطفل ورائحته التي تؤثر على تنفس الطفل وحالته المرضية الحرجة.
وقال والد الطفل «عبدالله» حسين الغامدي :إنني أحضرت ابني أول أمس الأربعاء في تمام الساعة الحادية مساء إلى قسم الطوارئ بعد أن ساءت حالته وعندها تم إدخاله في غرفة تقع على مقربة من بعض الإصلاحات والترميمات التي تقام في الطوارئ في حين أن طفلي في حالة مرضية صعبة في دماغه وتنفسه وعندما طلبت منهم نقله للعناية المركزة رفضوا بحجة عدم وجود سرير له وأنه جارٍ إرسال خطاب لباقي المستشفيات حكومية وخاصة لتوفير سرير للطفل أنهم ينتظرون عدا عن ذلك أن استشاري في العناية الخاصة تحتفظ «المدينة» باسمه عرض عليَّ تطبيق القتل الرحيم على طفلي وهو نزع أجهزة التنفس من الطفل حتى يموت خاصة أنه لا أمل في علاجه وشفائه ولا داعي لبقائه مع أن ذلك لا يجوز شرعا وذكر لي أن الدول المتقدمة تلجأ لذلك وعرض عليه شهادة وفاة طبيعية دون الإشارة إلى أنه تم نزع الأجهزة منه وأنه سيتم اجتماع الأسبوع المقبل معي بحضور دكاترة المستشفى بشأن الموضوع عندها رفضت رفضا قاطعا وقبل ذلك طلبت مني المشرفة علاج ابني نقله من المستشفى لعدم جدوى بعلاجه وحكمت عليه بالموت قائلة إنه ميت ميت والأولى أن يموت لدى أهله . وأضاف :طلبت من إدارة المستشفى نقله الفوري إلى العناية فقالوا ننتظر رد الصحة مع أننا في إجازة رسمية وفوق ذلك يرفض المدير الطبي والمدير المناوب التخاطب معي .
نقله لمستشفى خاص
وقال مدير عام مستشفى الولادة والأطفال بالمساعدية الدكتوركمال أبو ركبة :نحن نستقبل أي مريض ونضعه في الملاحظة ونضع هناك استشاريين على مدى 24ساعة في الطوارئ ولا نقول إنه لا نرفض استقباله بحجة أن لا يوجد سرير .
وأضاف بالنسبة لعمل الترميمات والإصلاحات فهي جارية منذ فترة لتطوير قسم الطوارئ ولتقديم وتحسين الخدمة للمواطنين ولم يكن هناك أي ازعاج للطفل الذي يرقد في ملاحظة الطوارئ.
وأضاف أن مرض الطفل وجود «استقلابية في الدماغ «خلل» ولا نستطيع أن نجزم أنه لا أمل من علاج الطفل والكلام الذي قيل لا أعلم عنه وأن لكل طبيب طريقته وأسلوبه في الكلام مع المواطنين ولكن أنا لست مع ما قيل له إن كان صادقا فيما يقوله الأب .
وعن ما عرض على الأب بتطبيق الموت الرحيم على طفله قال : أنا لا أحب الخوض في هذه المسائل ونحن نقوم بمراعاة الناس ولم يحدث يوما أنه تم تطبيق الموت الرحيم في المستشفى نهائيا وأنا الآن شخصيا بصدد نقل الطفل إلى مستشفى لديه كل الأمكانيات وقمت بالتحدث مع مدير الشؤون الصحية ليتم إيجاد سرير له في أي مستشفى وجارٍ التنسيق لتحويله لأي مستشفى خاص وستتولى وزارة الصحة تأمين إقامة الطفل في العناية المركزة في ذلك المستشفى .
نزع الأجهزة لا يجوز شرعا
وعن جواز وعدم جواز القتل الرحيم شرعا ذكر عميد كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور سعود الفنيسان: أنه لا يجوز نزع الأجهزة عنه صحيح أن الدماغ الآن قد لا يتحرك وأن الحركة الموجودة بسبب وجود الأجهزة عليه لكنه شرعا لم يفارق الحياة حتى الآن، ولذلك لا تثبت أحكام الوفاة وأحكام الموت حتى الروح من جسدها والروح الآن في الجسد وما دام القلب ينبض والشرايين تتحرك فلا يجوز بحال أن ترفع الأجهزة ولأن الأمر بيد الله تعالى في ذلك ويمكن عندئذ أن يشفى بإذن الله لسبب أو لآخر والأسباب المادية لا تكفي للحكم بوفاته وإن حكم الأطباء بوفاته طبيا لكنه شرعا لم تثبت الوفاة حتى الآن لأنها مختلفة.
ونوه أنه لايجوز تطبيق «القتل الرحيم «في المملكة وإصدار شهادة وفاة بأن الموت طبيعي وأن هذا يعتبر كذبا كبيرا ولا يجوز لأنه تحايل على القانون وعلى النظام وفي الخكم الشرعي أرى أنه لا يجوز وننصح الأب بعدم قبول ذلك «القتل الرحيم «لعل الله أن يشفيه وإذا مات لأجله فهذا قدر الله.
المصدر: جريدة المدينة الجمعة, 5 يونيو 2009
http://al-madina.com/node/144991