”ذوي الإحتياجات الخاصة“ وأزمة كورونا
8 أبريل 2020 - محرر الموقععالية فريد
بات وباء كورونا الحدث المسيطر على العالم اليوم فلا نقاش أوحديث في كل بيت سوى عن هذا الفايروس وتأثيراته فكلما انتشر الوباء وزادت أعداد الوفيات كلما إذداد الخوف والهلع عند الناس، وبعد مضي مايقارب شهرا كاملا على دخول هذا الفايروس لبلادنا والتصدي له بكافة الإجراءات الصحية والإحترازية للوقاية من الإنتشار والعدوى. جاء في أبرز الإرشادات الطبية بناءا على تقارير منظمة الصحة العالمية وما أوصت به مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بأهمية ”التباعد الإجتماعي“ والعزلة وتجنب الإختلاط بالأشخاص الذين يشتبه في إصابتهم بالفايروس.
وإلتزاما بالتعليمات بخطورة المصافحة والتقبيل والتواصل ومنع التجمعات والتجوال إضافة إلى الحجر الصحي والمنزلي أصبح كل فرد منا مسؤولا عن نفسه وعن سلامة من حوله، وأصبح لزاما على كل أسرة المحافظة على أبنائها وأطفالها من التعرض للإصابة بهذا الفايروس، فالرأي بعدم إصابة الأطفال وإقصار العدوى على الكبار في السن غير مؤكدة حتى اللحظة. فمنظمة الصحة العالمية تعتبر الأطفال الصغار أقل عرضة لتداعيات فيروس ”كوفيد19“ وقد أكدت الصين مهد الوباء، وفق دراسات عديدة قامت بها، أن الفئة العمرية بين عمر يوم واحد وتسع سنوات لم تتأثر إطلاقا بالمرض، بل ولم يظهر عليها أعراض. ومع ذلك كان الأطفال مصابين بالفيروس وحاملين بل وناقلين له. ولأننا نخاف على أبنائنا أكثر من أنفسنا فالتجربة الصينية قد لا تطمئن كثيرا الأمهات والآباء الذين يسعون إلى حماية أبنائهم وهو أمر في غاية الأهمية، لأن حميايتهم من فيروس كورونا المستجد لايمثل حماية لهم فحسب بل أيضا حماية للجد والجدة والأب والأم والإخوة إلى غير ذلك من الفئات العمرية الأخرى داخل العائلة الواحدة، والتي يعتقد الأطباء أنها مهددة بالفيروس بشكل أكبر فماهي طرق الحماية إذن؟ لاسيما الأسرة التي تحتضن أطفالا من ”ذوي الإعاقة“ أو أشخاصا من ذوي الإحتياجات الخاصة، فهم بحاجة لإهتمام مضاعف نظرا لنقص المناعة لديهم والتي تختلف عن الأشخاص الطبعيين، كما أن بعضهم مصاب بأمراض مزمنة في الجهاز التنفسي مثل الربو والسكر وأمراض في القلب والرئتين فيكونوا عرضة لإستفيال الفايروس، فهم بحاجة إلى حماية ورعاية أكثر حسب إحتياجاتهم ومستلزماتهم التي تتطلب مزيداً من الحرص لوقايتهم وحمياتهم من العدوى وحتى لا يتضرروا أو يتسببوا في أذية أنفسهم وعناء أسرهم.
الدور الأكبر في حماية هذه الفئة يقع على عاتق الأسرة كاملة كون أن أصحاب هذه الإعاقة لهم تكوين فكري محدود، أو كونهم مقعدين عن الحركة أصحاب إحتياجات خاصة، ومن أهم ما يمكن اتباعه لتأمين الوقاية عدة أمور ما يلي:
– المحافظة على النظافة الشخصية والأماكن التي يتواجدون فيها.
– التدريب المستمر حول طريقة غسل اليدين بشكل دائم بالماء والصابون، واستخدام المعقم خارج المنزل في حال اضطر لذلك.
– تعزيز فهمهم للواقع الحالي بطرق مبسطة تتناسب ومستوى تفكيرهم.
– مراقبتهم بشكل منظم والسيطرة على حركة خروجهم من المنزل.
– تطبيق الأنشطة التي تناسبهم داخل المنزل والتي تساعد في تجنب انفعالهم والشعور بالملل.
– المحافظة على نظافة الكرسي المتحرك وتعقيمه بعد كل استخدام خاصة العجلات ومقابض اليد.
– تنظيف الأرضيات التي تسير فيها عجلات الكرسي المتحرك بشكل متواصل.
– تنظيف الغرفة وتهويتها بشكل يومي، وتغير شراشف الأسرة.
– استخدام المناديل المطهرة عند ملا مسة الأسطح.
– تنظيف وتعقيم الأجهزة التعويضية كمعاونات المشي أو الأطراف الصناعية بشكل مستمر.
– تجنب الخروج من المنزل إلا للضرورة قدر المستطاع.
أقدر كثيرا دور الآباء والأمهات وما يكابدونه من جهد مع أبنائهم خلال هذه الفترة التي أغلقت فيها كافة المدارس والمؤسسات الأهلية الخاصة بأن لا يجعلوا أطفالهم عرضة للإصابة بسبب إجتماع عائلي أو دعوة غذاء أو لعب الأطفال مع أصدقائهم بحجة تغيير جو وملل فتقييد حركة الأطفال مطلب ملح والعزل الإجتماعي لوقف تفشي المرض لابد منه.
المملكة العربية السعودية كونها مهتمة بسلامة الإنسان وتمام صحته باعتبار ذلك شرطاً في إسهام الإنسان في التنمية البشرية، فقد وجهت قيادتها – حفظها الله – مواطنيها بخطورة المرحلة المقبلة كونها أكثر صعوبة فنحن بحاجة لإستشعارنا أكثر بالمسؤولية والمساهمة بعزم وإصرار في إيقاف إنتشار هذه الجائحة، ف ”كلنا مسؤول“ بإلتزامنا بالتعليمات وجلوسنا في البيت قادرين على تقليص إنتشار العدوى. وحمى الله الجميع.