المرأة السعودية وتطلعات التنمية
9 مارس 2018 - أ . عالية فريدتمر بنا ذكرى الثامن من مارس هذا العام المصادف لمناسبة ”اليوم العالمي للمرأة“ حيث يحتفل فيه عالميا بالإنجازات الاجتماعية والسياسية والإقتصادية للنساء وتسليط الضوء على أدوراهن وتطلعاتهن وتأثيرهن في واقع بلدانهم ومجتمعاتهم.
ومايؤسف له أنه بالرغم من الجهود التي تبذلهاهيئة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة للنهوض بأوضاع المرأة في العالم لاتزال هناك أعدادا كبيرة من النساء يعانين من الفقر والتمييز والعنف وأشكال كثيرة من الظلم، ولازال قطاع واسع من النساء يتعرضن لأشكال مختلفة من الإستغلال والقتل والتهجير ويتعرضن للآلام وامتهان الكرامة فضلا عن فقدهن العديد من حقوقهن وحرياتهن في ظل الأوضاع المتوترة التي تعيشها بلدانهم آملة أن تتحسن أحوالهم إلى الأفضل وان تزاح عنهم كافة الهموم والمشاكل،،،.
إن الإحتفال بيوم المرأة العالمي هذ ا العام يجعلنا نحتفي بيوم إنطلاقة المرأة السعودية، فهي مناسبة مهمة ليس فقط لأن المرأة في العالم أصبحت أحد أهم المؤشرات التي يقاس بها تقدم الشعوب والأمم، بل لأنها محطة تتوقف عندها المرأة السعودية اليوم لتستشعر النقلة النوعية المتميزة التي تمر بها لمراجعة مانالته من حقوق تحفظ مكانتها وتعزز مشاركتها في التنمية ماكانت لتكون لولا الرؤية الحكيمة لقيادة مسيرة هذه البلاد – حفظهم الله – في إعادة تصحيح البوصلة لتأخذ المرأة السعودية موقعها وتحقق المكانة اللائقة بها في المجتمع.
فما وصلت إليه المرأة من تقدم وما أظهرته من إبداع خلال المراحل السابقة بريادتها في التعليم وفي الدفع بحركة المجتمع وبمشاركتها في مجالات العمل المختلفة أثبت ذلك جدارتها وأبرز كفاءتها في مواقع كثيرة ومتعددة جعلها قادرة على تحمل الصعاب ومواجهة التحديات، فالمرأة السعودية شغوفة بالعلم بارعة في العمل، متميزة في الإبداع أينما وضعت بصمتها تترك أثرا طيبا، لذلك استطاعت ان تفرض واقعا إيجابيا مغايرا لمكانتها فاستحقت ان تنال المزيد من حقوقها وحازت على دعم القيادة الحكيمة لها وادراجها وفق الرؤى المستقبلية للبلاد.
المرأة السعودية اليوم تمر بمرحلة مهمة في حياتها تزامنا مع مرحلة التحول للمتغير الإقتصادي والإجتماعي والوطني والتي تعد فيه ركنا أساسيا في عملية التغيير وداعما رئيسيا في البناء والتنمية المستدامة، فإضافة إلى ماأحرزته من حقوق وماحازت عليه من دعم، هي بحاجة اليوم الى ان تمنح أوسع الفرص في العلم وإنتهال المعرفة، والى التمكين في مجالات العمل المتنوعة وإتاحة الفرصة لها في مواقع القرار وشغل المناصب القيادية العليا دون تمايز بينها وبين شريكها الرجل.
المرأة السعودية اليوم تطمح إلى النجاح وتحقيق الذات مايدفعها لتطوير قدراتها وتنمية طاقاتها وإبراز مواهبها فهي بحاجة الى المزيد من الشجاعة والثقة بالذات لتحقيق الأهداف التنموية وما ترتقي إليه في مجالات الحياة السياسية والإقتصادية والثقافية والإجتماعية وبحاجة إلى دعم الأسرة والمجتمع باحترام رأيها وعلمها وعملها وتقدير تضحياتها وانجازاتها، وبحاجة الى أن تنعم بمساندة مثيلتها المرأة، فالمرأة في المجتمعات المتقدمة حتى العربية والخليجة ماوصلت اليه من تقدم لم يأتي من فراغ بل بالإصرار والتحدي والمثابرة وبفضل وجود دعم حقيقي ووعي مجتمعي لمكانتها ودورها.
إن احتفالنا بذكرى الثامن من مارس هذا العام هو احتفاءا بتاريخا جديدا قد بدأ وبعهدا حافلا مليئا بالتطلعات نحوشراكة فاعلة في تحمل المسؤوليات للنهوض بمسيرة التنمية في البلاد، وتحقيق المزيد من المكاسب والإنجازات وحتى يتحقق ذلك لابد من ازاحة العقبات وازالة العثرات المعيقة للتقدم خاصة للمرأة وذلك بالعمل على مايلي:
أولا – الحد من تفاقم أزمة البطالة في صفوف الخريجات والعاطلات عن العمل، بإيجاد فرص عمل وظيفية مناسبة.
ثانيا: تمكين المرأة اقتصاديا ودعمها بالثقة وتعيينها في مواقع القيادة وصناعة القرار، ولتحقيق أهداف التنمية المستدامة هي بحاجة الى حماية ووقاية متساوية، حماية المرأة من العنف باستشعارها الطمأنينة والأمان على نفسها وأسرتها بالعمل على ازالة كافة أشكال التمييز ضد ها عبر إيجاد قوانين وتشريعات مستجدة، والعمل على تصحيح المفاهيم والموروثات الثقافية السائدة، وعلى الجهات المعنية اتخاذ التدابير اللازمة والحازمة لحماية المرأة من العنف، والمسارعة بتحسين اوضاع المرأة عبر إيجاد قانون مكافحة التحرش الجنسي، قانون الأحوال الشخصية، الحد من سلطة ولي الأمر والتعامل مع المرأة كبالغة وراشدة، تأمين الإستقرار النفسي بتعديل قوانين منح الجنسية للمراة.
ثالثا: الوقاية باتخاذ التدابير الكافية للحماية من الأذى والعنف بتفعيل الخدمات وتسخير الإمكانات التي تهدف الى دعم المرأة او خدمة الأسرة المعرضة للخطر.
رابعا: حث وتوجيه الأجهزة الحكومية ومراكز الشرطة لتكامل دورها بتقديم الخدمات في المنطقة التي تقع تحت نطاقها، والتدخل السريع في الأسر التي يقع عليها الظلم او يتأكد بوجود حالات اعتداء على المرأة او أحد افراد ها.
ختاما: في ظل عالم متسارع ومتغير هناك بعض العقول تجاوزها الزمن دون تحقيق اي منجز او تقدم تتعالى أصواتها بالتثبيط والإحباط والسلبية. فلا تسمحي لنفسك أيتها السيدة أن تكوني آذانا صاغية لذلك، ولا تكوني مجرد رقم أو عدد بلا أهمية بل ادركي قيمة نفسك وأهمية وجودك وانطلقي بقناعة وعزم بأنك شريكة في هذا الوطن وفي تنميته، فخوضي التجربةً بعزم، والتحدي بإصرار، والمنافسة في الميدان لنفخر بك يوما قاضية، وكيل نيابة، محافظ منطقة، وزيرة، سفيرة في كافة المجالات.
والله ولي التوفيق