“كارثة جدة» تخلّف سعوديين بلا هوية… وتكشف معاني المروءة!
12 ديسمبر 2009 - جريدة الحياة“كارثة جدة» تخلّف سعوديين بلا هوية… وتكشف معاني المروءة!
جدة – أحمد العمري وجود العمري
على رغم أن كارثة «الأربعاء الأسود» في مدينة جدة أدت إلى فقدان أسر سعودية منازلها وما تحويه من أشياء مهمة، كالمستندات والذهب والهويات الشخصية، إلا أنها أظهرت في المقابل صوراً للمروءة منها إنقاذ إخوان الزوجة الأولى لمواطن زوجته الثانية من الغرق في السيول الجارفة.
خالد الجابري الذي جرفت السيول شقته ودمرت محتوياتها، كان يضرب يداً بيد حسرة على ما أصابه «الكارثة أفسدت عليّ حياتي مع امرأتي الثانية، التي لم يمر على زواجي بها ثمانية أشهر».
وسرد الجابري لـ«الحياة» تفاصيل ذلك اليوم الذي لن ينساه أبداً على حد قوله: «كنت في عملي عندما بدأت الاتصالات تنهال علي من زوجتي وبناتي مستنجدات، وعندها اتجهت إلى منزلي فوراً، لكن سيارتي توقفت في الطريق بسبب السيول، وكلما قطعت مسافة رجع بي السيل إلى نقطة البداية، ثم اضطررت للسباحة لأقطع السيول من أجل إنقاذ زوجتي وبناتي».
وتحدث بفخر عن اخوان زوجته الأولى، الذين أنقذوا زوجته الثانية الحامل من الغرق «استطاع إخوان زوجتي إنقاذها من السيول التي جرفتها من داخل بيتها».
وأبدى سخطه من لجان مكلفة بالمساعدة طلبت منه أوراقاً تثبت استئجاره المنزل «كيف أجلب لهم الأوراق، وجميع محتويات منزلي أصبحت نسياً منسياً بعدما أتلفتها السيول؟».
وأكد أنه يعاني للحصول على الإعاشات والإعانات المقررة، إذ إنه كلما طلب الإعاشة اليومية، ردوا عليه بأنها تصرف في البيوت، لافتاً إلى أنه لا يستطيع الجلوس في بيته بعد الحال السيئة التي بات عليها.
وتمنى خالد أن تُخصص له أرض سكنية يستطيع البناء عليها، ليعيش بها هو وزوجتاه.
أما الزوجة الجديدة التي كانت سعيدة ببقائها على قيد الحياة، فلم تخفِ حزنها من فقدان ذهبها، الذي تبلغ قيمته نحو 45 ألف ريال على حد قولها.
من جانبه، أبدى صهر الجابري أحمد الزهراني، أسفه لعدم الاستفادة من الخدمات المقدمة للمتضررين، مؤكداً أنه وعشرة من إخوته لم يستطيعوا الحصول على الخدمات، من سكن وإعاشة ومصروف، بسبب طلب اللجان البيانات الشخصية الخاصة بالعائلة، مشيراً إلى أن الكروت الشخصية للعائلة أصبحت تحت الركام في منزلهم «نبحث عنها إلى الآن عسى أن نحصل على ما يثبت هوية أحد أفراد العائلة». وتطرق الزهراني إلى أن عملية توزيع المساعدات على المواطنين والمقيمين، التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين غير منظمة ومعقدة كثيراً، وأفاد بأن بيوتاً في حي قويزة لم تستطع سيارات الإعاشة الدخول إليها بحكم ضيق الشوارع، راجياً أن تزور جهات حكومية رقابية المكان للاطلاع على مدى المعاناة.
المصدر: جريدة الحياة الأحد, 06 ديسيمبر 2009
http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/83678